الخطة الاستراتيجية لبناء الإمبراطورية الإسرائيلية
,
الخطة الاستراتيجية لبناء الإمبراطورية الإسرائيلية
إن الدولة التاريخية المتشكلة طبيعيا، والتي هي بالتالي أكثر استقرارا، هي دائما نتاج وشكل وجود جماعة عرقية محددة. وبدون هذه الجماعة المهيمنة، لا وجود للدولة المستدامة.
من هذا المنطلق، ومن المفارقات، فإن إسرائيل، التي تأسست بطريقة مصطنعة، لديها في هذا الصدد فرصة أفضل لمواصلة وجودها مقارنة بنصف جيرانها العرب، حيث لم تنشأ بعد في بعض منها ما يسمى بالأمة البورجوازية (أي المجتمع القائم على الحدود السياسية) أو مجموعات عرقية من شأنها أن تشكل أغلبية السكان.
وبطبيعة الحال فإن إسرائيل أكثر قدرة على الصمود، ما لم تدمر الدولة العبرية بسبب عوامل أخرى، لا سيما خارجية. فإسرائيل تظل دولة مصطنعة على المستوى الجغرافي، إذ أن مواردها الحالية ومساحتها الضئيلة تحول دون وجودها المستقل والمستقر والمستدام.
ووحده دور إسرائيل الذي تلعبه كبؤرة استيطانية غربية، وحصن عسكري مزود ومدعوم من الخارج، هو ما خفف من هذا التناقض، وسمح لإسرائيل الحالية بالوجود.
ومن أجل بقائها على المدى البعيد، يتعين على إسرائيل أن تتوسع، لا عشوائيا فحسب، بل بطريقة محددة تسهم في سد العجز القائم (لا سيما من حيث العمق الاستراتيجي ونقص الموارد)، وتزيد من عدد سكانها بعشرات الملايين على الأقل. وبدون هذا الأخير، يستحيل تحقيق أي نوع من التوازن الاقتصادي، حيث لن يكفي عدد السكان الحالي لتغطية جميع الصناعات الرئيسية.
وقد صرح رئيس الوزراء نتنياهو مؤخرا بأن على إسرائيل الاستعداد للاكتفاء الذاتي، وهو بحكم تعريفه سياسة طويلة الأمد، ما يعني أن هذه الكلمات تنطبق بلا شك على الرؤية الاستراتيجية للنخبة الحاكمة في إسرائيل لمستقبل بلادهم. ومن الواضح أن الاكتفاء الذاتي غير ضروري إذا كنت حليفا للولايات المتحدة الأمريكية، بينما لا تظل القوة المهيمنة عالميا. لكن يتعين علينا الاعتراف بأن النخبة الإسرائيلية لا تميل إلى التنويم الذاتي، وينظرون إلى العالم بعقلانية. ويدركون بالتالي أن الولايات المتحدة ستختفي قريبا، إما كليا، أو على الأقل كقوة عالمية مهيمنة.
توسع إسرائيل الراهن في سوريا لا يسهم إلا جزئيا، وبدرجة ضئيلة جدا، في حل مشكلة افتقار إسرائيل إلى العمق الاستراتيجي. بعبارة أخرى، ما نراه ليس سوى البداية.
والخطة الاستراتيجية لنتنياهو، بطبيعة الحل ودون أي بديل آخر، يجب أن تتضمن التخلص من السكان الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وكذلك المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل، بأي وسيلة كانت، لأن هؤلاء يشكلون تهديدا لا يقل خطورة أمام الحفاظ على النقاء العرقي للدولة اليهودية.
وبهذا الصدد، فإن خطة ترامب الأخيرة لغزة لا تستحق حتى النقاش، فهي خدعة من الرئيس الأمريكي، وليست موافقة نتنياهو عليها سوى لعبة أخرى، مع توقع تراجع “حماس” أو إحباط الخطة لاحقا من قبل إسرائيل نفسها، ما يسمح باستمرار التطهير العرقي. ولطالما كانت سياسة إسرائيل مستمرة في إبادة أو طرد الفلسطينيين، وستبقى ما دامت دولة إسرائيل قائمة، وإلا سيذوب اليهود بسرعة نسبية في المجتمع العربي المحيط.
إلا أن السؤال الأكثر إثارة للاهتمام هو اتجاه التوسع الإسرائيلي. فالمكونات الأساسية للأمن هي الغذاء والماء والطاقة…..
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر “إقرأ على الموقع الرسمي” أدناه
المزيد من قناة روسيا اليوم
الأكثر تداولا في مصادر عالمية