,
السمك الجائع .. بقلم: يوسف أبو لوز #صحيفة_الخليج
تحفظ الذاكرة العربية بيانات المذيع الشهير أحمد سعيد إلى الآن، حين كان صوته يملأ الهواء العربي من المحيط إلى الخليج وهو يقول جملته التعبوية الرهيبة: «تجوّع يا سمك»، في إشارة إلى رمي الإسرائيليين في البحر الأبيض المتوسط، ليأكلهم السمك الجائع.
ويا للمفارقة المضحكة المبكية، فها هو الفلسطيني مع عائلته وأولاده والسمك، هم الجوعى، في بحر لم يعد يصلح للملاحة، ولا للسباحة، ولا حتى صيد القواقع والكائنات الصغيرة الجائعة هي الأخرى، فإذا قَلَبْنا الصورة المجازية للمذيع العربي اليوم، فإن سمك غزة على وشك أن يأكل أهل غزة، أما الإسرائيلي، فإنه يمضي إجازة يوم السبت وهو يأخذ حمّاماً شمسياً على الشواطئ العليا للبحر، مسترخياً تماماً هو وعائلته، وقد اكتسب بشرة نحاسية برونزية بلون أمشاط الرصاص التي يفرّغها بحكمة لاهوتية مدرّبة في أجساد الغزّيين التي أصبحت هياكل عظمية قابلة للحرق والكسر، والتعبئة في أكياس الموتى.
تلك هي بالضبط الصورة المعكوسة لحكاية السمك الجائع بلغة وصفية شعبية، لا فذلكة فيها ولا صياغات قوّية، وبخاصة أن المرادف المعنوي والثقافي للجوع هنا هو الضعف، ثم الضعف، ولذلك، حين يكتب المرء عن سردية الجوع الفلسطيني، فهو في حقيقة أمره في ذروة ضعفه، والضعف، أحياناً يستعين بالذاكرة، تماماً…..
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر “إقرأ على الموقع الرسمي” أدناه