المهندس كونغجيان يو يعيد تعريف تصميم المدن في الصين عبر مفهوم "المدن الإسفنجية"، التي تمتص...

,

المهندس كونغجيان يو يعيد تعريف تصميم المدن في الصين عبر مفهوم “المدن الإسفنجية”، التي تمتص مياه الأمطار وتعيد تدويرها، بما يساهم في حماية البيئة وتخفيف حرارة المدن. ولم تقتصر هذه الرؤية على مواجهة الفيضانات فحسب، بل تحولت إلى نموذج عالمي في الاستدامة والابتكار العمراني. فوربس للمزيد

في ظل الفيضانات المتكررة التي اجتاحت المدن الصينية، برز مهندس المدن الإسفنجية، كونغجيان يو، مقدمًا ابتكارًا فريدًا في مواجهة الكوارث. حيث قدّم حلولًا مبتكرة حولت المساحات الحضرية لتصبح أكثر قدرة على امتصاص مياه الأمطار وإعادة تدويرها، ما يقلل من تأثير الفيضانات ويحمي البيئة المحلية في الوقت نفسه.

ففي صيف يوليو/تموز من عام 2012، ضربت العاصمة الصينية بكين واحدة من أعنف موجات السيول المفاجئة في تاريخها الحديث. فقد تسبب هطول أمطار غزيرة في فيضان نهر “جُوما” القريب من المدينة، ليتحوّل في غضون ساعات قليلة إلى كارثة طبيعية واسعة النطاق.

وخلال أقل من 24 ساعة فقط، اضطر نحو 60 ألف شخص إلى مغادرة منازلهم هربًا من المياه المتدفقة، فيما أودت الفيضانات بحياة 79 شخصًا، وخلّفت خسائر اقتصادية قدرت بنحو 1.6 مليار دولار.

هذه الحادثة المأساوية، ومعها فيضانات أخرى شهدتها الصين في العام نفسه، دفعت الحكومة إلى البحث عن حلول جديدة للتعامل مع الكوارث الطبيعية المرتبطة بالمناخ. بدلًا من الاعتماد على الأسلوب التقليدي المتمثل في بناء السدود والجدران الخرسانية لتحويل مجرى المياه أو منعها من الوصول إلى المدن، برزت فكرة مبتكرة حملت اسم “المدن الإسفنجية”.

ومفهوم “المدينة الإسفنجية” يقوم ببساطة على توظيف المساحات الخضراء من حدائق ومتنزهات وأحواض نباتية وبحيرات صناعية لكي تعمل كما لو كانت إسفنجة طبيعية تمتص مياه الأمطار وتحتجزها، ثم تعيد تدويرها أو تصريفها بشكل تدريجي وآمن.

هذا النهج يمثل ثورة في التخطيط الحضري، لأنه لا يتعامل مع الماء كعدو يجب صده بالجدران، بل كعنصر طبيعي يجب استيعابه والتعايش معه.

وراء هذا المفهوم الرائد يقف المهندس كونغجيان يو، البالغ من العمر 62 عامًا، وهو مؤسس شركة التصميم العالمي Turenscape والمتخصصة في هندسة المناظر الطبيعية.

ويُعتبر يو من أبرز العقول التي أعادت تعريف دور المدن في مواجهة التغيرات المناخية، واضعًا أسسًا عملية لدمج الاستدامة مع التصميم العمراني.

من مواجهة المياه إلى التعايش معها يقول كونغجيان يو إن السياسات التقليدية لمواجهة الفيضانات كانت تقوم على فكرة واحدة: “تجميع المياه، تسريع تدفقها، ومحاربتها.” أي أن المدن لطالما تعاملت مع المياه وكأنها عدو يجب التخلص منه بأسرع وقت عبر السدود والقنوات الخرسانية.

لكن يو قلب هذه المعادلة رأسًا على عقب، فهو يدعو إلى هندسة مساحات حضرية “تلتقط المياه، تُبطئ جريانها، وتحتضنها”.

هذا التحول الجذري في التفكير لا يقتصر فقط على تقليل مخاطر السيول، بل يفتح المجال لفوائد أخرى بالغة الأهمية. إذ تسهم المساحات الخضراء التي يقترحها يو في تبريد المدن التي تعاني عادة من ارتفاع درجات الحرارة بسبب كثرة الإسفلت والخرسانة وهي الظاهرة المعروفة عالميًا باسم “الجزيرة الحرارية الحضرية”.

كما تساعد هذه المساحات على إعادة تدوير مياه الأمطار لاستخدامها محليًا، مثل ري الحدائق أو تغذية المياه الجوفية.

“المدن الإسفنجية” تتحول إلى سياسة وطنية في عام 2015، تحولت فكرة المدن الإسفنجية إلى سياسة وطنية في الصين، بعد سنوات طويلة من إصرار يو الذي قدّم مئات العروض التوضيحية للمسؤولين لإقناعهم. وكان مكتبه قد أثبت نجاح الفكرة عمليًا في مدينة “جينخوا”، حيث استبدل جدارًا خرسانيًا عازلًا للفيضانات بتصميم طبيعي يعتمد على الحدائق والمسطحات الخضراء، فكانت النتيجة تحكمًا أفضل في مياه الأمطار وتقليل خطر السيول.

منذ ذلك الحين، أطلقت الصين سلسلة من المشروعات التجريبية الصغيرة في عشرات المدن، مع وضع معايير لتطبيقها على نطاق محلي. وتهدف الخطة إلى أن تعيد 80% من المدن استخدام 70% من مياه الأمطار بحلول عام 2030.

وبحسب بيانات الحكومة الصينية، فقد تم تنفيذ نحو 40 ألف مشروع “مدينة إسفنجية” بحلول عام 2020، وأُعيد تدوير ما يعادل 20% من إجمالي المياه الحضرية بفضل هذه المشروعات.

واليوم، تبنت أكثر من 70 مدينة صينية المبادرة، رغم أن التحديات المتعلقة بالتمويل والتنفيذ لا تزال تحول دون وصولها إلى مستوى يجعلها قادرة وحدها على منع الفيضانات الكبرى.

قصة نجاح وعوائد اقتصادية اليوم، يتم تكريم كونغجيان يو باعتباره واحدًا من قادة الاستدامة ضمن قائمة فوربس. فمنذ تأسيس شركته “Turenscape” عام 1998، صمّم أكثر من ألف مشروع “مدينة إسفنجية” شملت حدائق عامة ومناطق تطوير عمراني وبنى تحتية متنوعة في أكثر من 250 مدينة حول العالم.

هذه الجهود لم تقتصر على التأثير البيئي والاجتماعي فحسب، بل تحولت إلى نشاط تجاري مربح يدرّ على شركته نحو 30 مليون دولار سنويًا من خدمات التصميم والاستشارات.

أزمة المناخ تزيد الحاجة إلى حلول تتزامن هذه الجهود مع تزايد خطورة أزمة المناخ، حيث أدّت التغيرات المناخية إلى تكثيف هطول…..

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر “إقرأ على الموقع الرسمي” أدناه

منذ ساعة

منذ 4 ساعات

منذ ساعة

منذ 28 دقيقة

قناة CNBC عربية منذ ساعة

قناة CNBC عربية منذ 3 ساعات

قناة العربية – الأسواق منذ 10 دقائق

اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 4 ساعات

صحيفة الاقتصادية منذ 15 دقيقة

قناة العربية – الأسواق منذ ساعتين