طلاب سقطرى بين تذاكر الطيران الباهظة ومخاطر البحر: رحلة التعليم تتحول إلى مغامرة مميتة

يواجه طلاب محافظة سقطرى معاناة متفاقمة بين كلفة باهظة لتذاكر الطيران تفوق قدرتهم وأسرهم، ومخاطر مميتة تهدد حياتهم في حال لجأوا للسفر عبر البحر، وذلك في ظل غياب حلول حكومية فعالة، تتحول معها رحلة التعليم إلى مغامرة محفوفة بالخطر. وخلال الفترة الماضية عاد عشرات من طلاب سقطرى، الدارسين في جامعات عدن وصنعاء وحضرموت والمهرة، إلى الجزيرة لقضاء إجازة شهر رمضان مع ذويهم، غير أنهم اليوم عاجزون عن العودة إلى مقاعدهم الدراسية بسبب انعدام الرحلات الجوية المنتظمة وارتفاع أسعار التذاكر. وبحسب منشور للدكتور أحمد الرميلي السقطري على موقع فيسبوك، فإن شركات الطيران تطلب ما لا يقل عن 200 دولار للتذكرة في الاتجاه الواحد، وهو مبلغ يتجاوز إمكانيات معظم الأسر، فضلاً عن صعوبة إيجاد حجوزات في الوقت المناسب، في وقت بدأت فيه الدراسة في أغلب الجامعات. هذا الواقع المؤلم يدفع الطلاب إلى خيار وحيد محفوف بالخطر: السفر عبر البحر في قوارب شحن أو صيد لا تتوفر فيها أدنى معايير السلامة، وتستغرق الرحلة نحو 40 ساعة وسط ظروف جوية صعبة، ما يعرّضهم للإجهاد، والغثيان، والعطش، وأحياناً الموت غرقاً كما حدث مع آخرين في السنوات الماضية، وفق الأكاديمي الرميلي وهو دكتور في جامعة حضرموت. وأشار الدكتور الرميلي إلى أن الطلاب لم يتلقوا أي دعم أو تدخل من الجهات الرسمية، سواء الحكومة الشرعية أو المجلس الانتقالي أو التحالف بقيادة السعودية والإمارات، رغم المطالبات المتكررة بتسيير رحلات طيران منتظمة خاصة بالطلاب. وختم منشوره بالدعاء لحماية الطلاب، قائلاً: “نسأل الله أن لا يرينا مكروهاً في طلابنا الغالين على قلوبنا… والله المستعان”. وسبق أن طالب وكيل محافظة سقطرى، الدكتور عيسى بن مسلم، مجلس القيادة الرئاسي والحكومة باتخاذ حلول جذرية لإنهاء معاناة السفر التي تواجه سكان الأرخبيل، مشيراً إلى أن تكاليف الرحلة الواحدة للفرد قد تصل إلى مليون ونصف ريال يمني، في ظل محدودية الرحلات الجوية وغياب وسائل نقل بحرية آمنة. وأكد أن الحل لا يكمن في رحلتين إضافيتين أو تخفيضات مؤقتة، بل في إعادة هيكلة منظومة النقل برمتها، ودعا إلى تشغيل شركات طيران جديدة وتحسين خدمات النقل البحري. شارك الخبر