كيف تؤثر علينا المقارنة اليومية؟
,
كيف تؤثر علينا المقارنة اليومية؟
في عالم تملؤه الصور المثالية والمظاهر البراقة، أصبحت المقارنة اليومية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا. نقارن أنفسنا بالآخرين في الشكل، النجاح، العلاقات، أسلوب الحياة، وحتى في تفاصيلنا الصغيرة. هذه المقارنات، تترك أثرًا عميقًا على صحتنا النفسية ونظرتنا لأنفسنا. وقد تتحوّل من دافع للتطوّر إلى مصدر دائم للإحباط والقلق وفقدان الثقة، خصوصاً عندما نقيس واقعنا الحقيقي بصورة خيالية تُعرض أمامنا على وسائل التواصل الاجتماعي أو في محيطنا اليومي. فكيف نتعامل مع هذه المقارنات؟ وكيف نحمي أنفسنا من آثارها السلبية؟الاستشارية النفسية أورانيا ضاهر، ستجيب على كل هذه الاسئلة.
سيئات ومخاطر المقارنة المقارنة بحد ذاتها فيها العديد من السيئات وأحياناً بعض الحسنات، وذلك بحسب الطريقة التي تُطرح فيها. من أبرز سيئات المقارنة، خصوصاً عندما نبدأ بها بشكل عام ثم ننتقل لتطبيقها على المراهقين، أنها تُضعف ثقة المراهق بنفسه. لأنه يشعر باستمرار أنه “غير مكتفي”، أو أنه دون المستوى المطلوب، ويحاول جاهدًا إرضاء من حوله.
وإذا كان الأهل هم من يقومون بالمقارنة، فالتأثير يكون أعمق وأكثر سلبية. من النتائج الأخرى السلبية، إلى جانب ضعف الثقة بالنفس، أن الشخص يبدأ في تطوير نوع من القلق، لأنه يكون دائماً متوتراً ومشدود الأعصاب، يعيش في حالة من الترقّب المستمر لإرضاء الآخرين، ما يضعه تحت ضغط نفسي دائم ويجعله عالقاً في دوامة من التوتر والقلق المستمر.
ما رأيك متابعة: كيف تتوقف عن مقارنة نفسك بالآخرين؟.. أكثر من 10 استراتيجيات بسيطة
المقارنة، إذا تفاقمت، يمكن أن تؤدي إلى تطورات خطيرة. فالقلق الناتج عنها، إذا لم يُعالَج، قد يتحوّل إلى نوبات هلع. كما أن انعدام الثقة بالنفس، إذا أصبح عميقاً، يمكن أن يؤدي إلى حالات اكتئاب حاد. وفي حالات كثيرة، عندما تُمارَس المقارنة بشكل دائم وبكثافة، وخصوصاً مع الأشخاص ذوي الشخصية الضعيفة، فقد يدفعهم ذلك إلى وضع حدود قاسية لحياتهم، ويعيشون تحت ضغط نفسي كبير ومستمر.
أما عن خطورة المقارنة بين الإخوة داخل الأسرة، فهي من أكثر أنواع المقارنة ضررًا. وهنا يجب أن نوجّه نداءً صريحًا إلى الأهل: الامتناع تمامًا عن مقارنة أولادهم ببعض. لأنهم، من دون أن يشعروا، قد يدمّرون حياة أولادهم جميعًا. المقارنة تخلق مشاعر غيرة شديدة بين الإخوة، وغالباً ما تتحوّل إلى كره، وحتى إلى سلوك انتقامي، خصوصاً في عمر صغير حيث لا يملك الطفل أدوات الوعي الكافي للتعامل مع هذه المشاعر.
وهنا تبدأ حلقة مفرغة من الكراهية: كره بين الإخوة، كره للأهل، وأحياناً كره للذات. المراهق الذي يشعر بالظلم وعدم القبول قد يتحوّل، مع الوقت، من شخص بريء إلى شخص مليء بالحقد، حتى تجاه أقرب الناس…..
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر “إقرأ على الموقع الرسمي” أدناه
المزيد من مجلة سيدتي
الأكثر تداولا في عالم حواء