ما هي الديانة البهائية ومن هم البهائيون؟
,
ما هي الديانة البهائية ومن هم البهائيون؟
مصدر الصورة: Getty Images
ولد محمد علي الشيرازي، المعروف بلقب “الباب”، في الأول من محرم عام 1235هـ الموافق 20 أكتوبر/تشرين الأول 1819. وقد دعا إلى ديانة جديدة بشّر فيها بقدوم رسول إلهي قريب، مؤكداً استمرار الرسالات السماوية، وأنه واحد في سلسلة الرسل التي تضم موسى والمسيح ومحمد.
تعرّض الباب وأتباعه لاضطهاد شديد من السلطات القاجارية في بلاد فارس (إيران الحالية).ووفقاً للنصوص التاريخية، بدأ الباب دعوته بمجموعة صغيرة من 18 شخصاً أطلق عليهم البهائيون لاحقاً اسم “حروف الحي”، وقد تولى هؤلاء نشر تعاليمه في مناطق مختلفة من إيران وصولاً إلى العراق، مبشرين بقدوم عصر جديد من الوحي الإلهي.
واستمرت دعوته نحو ست سنوات، وأثارت نشاطاته قلق السلطات السياسية والدينية، التي اعتقلته أكثر من مرة بسبب نشاطه الدعوي، في ظل تصاعد التوتر بين الحركة البابية والنظام الحاكم آنذاك.
واجهت دعوة الباب صداماً مع التعاليم الإسلامية التقليدية التي تؤكد أن النبي محمد هو خاتم الأنبياء، إذ أعلن أن لكل عصر رسوله الخاص، وأن النبوة تتجدد عبر تجليات إلهية متعاقبة.
ومع ازدياد تأثير الدعوة البابية وإعلانها لاحقاً ديانةً مستقلة، أصدرت السلطات الإيرانية حكماً بإعدامه، فنُفذ الحكم رمياً بالرصاص في مدينة تبريز عام 1850، بأمر من رئيس الوزراء آنذاك ميرزا تقي خان، المعروف بـ”الأمير الكبير”.
وبعد إعدامه، أُخفي جثمان الباب في أماكن سرّية لأكثر من خمسين عاماً، إلى أن نُقل عام 1909 إلى جبل الكرمل في مدينة حيفا التي كانت آنذاك تحت الحكم العثماني. هناك أُقيم له ضريح مهيب أصبح أحد الأضرحة الثلاثة المقدسة لدى البهائيين ومقصداً للزيارة والتأمل الروحي لأتباع الديانة حول العالم.
وتقع الأضرحة البهائية الثلاثة اليوم في إسرائيل الحالية، وهي ضريح الباب على سفح جبل الكرمل في حيفا، وضريح بهاء الله في عكا، وضريح نجله عبد البهاء في المدينة نفسها.
وفي عام 1852، قال أحد أتباع الباب، ميرزا حسين علي، المولود عام 1817 في فارس، إنه رأى في السجن رؤيا تفيد بأنه الرسول الذي بشّر به الباب، واتخذ لنفسه اسم “بهاء الله”. وفي عام 1863، أعلن بهاء الله رسالته في بغداد، مؤسساً بذلك الديانة البهائية التي انتشرت لاحقاً في مناطق واسعة من العالم.
بهاء الله وخلفاؤه بحسب دائرة المعارف البريطانية، تعد الديانة البهائية ديانة عالمية تأسست في منتصف القرن التاسع عشر على يد ميرزا حسين علي النوري، المعروف في التقليد البهائي باسم “بهاء الله”. وقد بدأت كحركة إصلاحية داخل إيران قبل أن يعلنها بهاء الله ديانة مستقلة أثناء إقامته في العراق.
وجاء إعلان رسالته في سياق سياسي معقد، إذ نفي من فارس إلى الدولة العثمانية بسبب ملاحقة السلطات له. بدأ نفيه إلى بغداد، ثم إلى القسطنطينية (إسطنبول)، فإلى أدرنة، وأخيراً إلى مدينة عكا في فلسطين العثمانية، حيث أقام حتى وفاته عام 1892.
وخلال سنوات نفيه، ألّف بهاء الله عدداً كبيراً من الألواح والكتب التي أصبحت أساس العقيدة البهائية، ومن أبرزها “الكتاب الأقدس”، الذي يعد النص التشريعي الرئيسي في الديانة البهائية.
وبعد وفاته، انتقلت القيادة الروحية إلى ابنه عباس أفندي، المعروف باسم “عبد البهاء”، الذي شرح تعاليم والده وساهم في نشرها في الغرب. وخلال رحلاته إلى أوروبا والولايات المتحدة في مطلع القرن العشرين، قدّم عبد البهاء الدين البهائي كرسالة عالمية تدعو إلى وحدة الأديان والتقارب بين الشعوب.
وعقب وفاته عام 1921، تولى حفيده شوقي أفندي قيادة المجتمع البهائي، فعمل على تطويره نحو تنظيم مؤسسي حديث، وأرسى القواعد الإدارية التي يقوم عليها النظام البهائي العالمي المعمول به اليوم.
وبعد وفاة شوقي أفندي عام 1957 من دون أن يترك وريثاً، تولّى “البيت العدل الأعظم” إدارة شؤون الديانة البهائية. وقد تأسس هذا المجلس عام 1963 في حيفا ليكون المؤسسة العليا الدائمة المسؤولة عن قيادة المجتمع البهائي ووضع سياساته العامة.
ويتألف البيت العدل الأعظم من تسعة أعضاء ينتخبون كل خمس سنوات من قبل ممثلي المحافل الوطنية حول العالم، ويتولى هذا المجلس الإشراف على شؤون البهائيين عالمياً، وتوجيه جهودهم نحو تحقيق أهداف الدين الروحية والاجتماعية.
المعتقدات تقوم العقيدة البهائية على الإيمان بأن بهاء الله، ومبشّره الذي سبقه المعروف بلقب “الباب”، هما تجليان لذات إلهية واحدة، وأن جوهر الله لا يمكن للعقل البشري أن يدركه إدراكاً كاملاً.
وفي الجانب اللاهوتي، يؤمن البهائيون بإله واحد لا يدرك كنهه، لكن يمكن التعرف إلى صفاته من خلال ما يعرف بـ”التجليات الإلهية”، أي الأنبياء والرسل الذين يظهرون في مراحل مختلفة من التاريخ بحسب حاجة البشرية. وترى العقيدة البهائية أن الوحي عملية مستمرة، تتطور مع نضج الإنسان عبر العصور، بحيث تعد كل رسالة سماوية امتداداً لما سبقها وتحديثاً لاحتياجات الزمن.
وتتمحور المبادئ الأساسية للديانة البهائية حول وحدة الأديان ووحدة الإنسانية. إذ يعتقد البهائيون أن جميع مؤسسي الديانات الكبرى – مثل موسى وعيسى ومحمد والكرشنا والبوذا – كانوا تجليات إلهية ووكلاء لخطة ربانية تهدف إلى تهذيب البشر وتطويرهم روحياً وأخلاقياً عبر التاريخ. ومن هذا المنطلق، لا يعتبر البهائيون أنفسهم منفصلين عن الأديان السابقة، بل يرون في دينهم حلقةً جديدة في سلسلة الوحي الإلهي المستمر، ويعبّرون عن ذلك بمفهوم “وحدة التجليات الإلهية”، أي أن جميع الأنبياء ينتمون إلى مصدر واحد ويجسدون حقيقة روحية واحدة، رغم اختلاف الأزمنة والثقافات.
ويعتقد البهائيون أن المهمة الخاصة لبهاء الله كانت السعي إلى إزالة الانقسام بين الأديان وتأسيس إيمان عالمي موحّد يجمع البشر كافة. كما يؤمنون بوحدة الجنس البشري، ويعملون من أجل القضاء على أشكال التمييز العرقي والطبقي والديني، والدعوة إلى تحقيق السلام العالمي.
المساواة والسلام تؤمن الديانة البهائية بالمساواة الكاملة بين الرجل والمرأة، وبضرورة التعليم الإلزامي للجميع، كما تدعو إلى نبذ الفقر المفرط والغنى المفرط، وتشجع على البحث الحر عن الحقيقة دون تقليد أو تعصّب، وإلى السعي نحو السلام العالمي من خلال إقامة نظام دولي عادل يقوم على التشاور والتعاون بين الأمم.
وتوضح الكتابات البهائية أن الهدف النهائي للدين هو تحقيق السلام العالمي وتوحيد الإنسانية في نظام اجتماعي عادل. ويرى البهائيون، بحسب دائرة المعارف البريطانية، أن البشرية تمرّ حالياً بمرحلة انتقالية من الطفولة إلى النضج، وأن الصراعات والحروب تمثل جزءاً مؤلماً لكنه ضروري من عملية التطور نحو وحدة العالم. وتنظر…..
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر “إقرأ على الموقع الرسمي” أدناه
المزيد من بي بي سي عربي
الأكثر تداولا في مصادر عالمية