,
مديرة الطهاة نورة الغشيري تكتب ل”هي”: من السعودية إلى أوساكا وما بينهما. تعلمي فنون الطهي لأطباق عالمية شهية
في إكسبو أوساكا 2025 كان عليّ أن أخوض تجربة مختلفة تماما عن أي تجربة مررت بها من قبل. اليابان لم تعرف المطبخ السعودي سابقا، لم يكن هناك مطاعم سعودية أو حتى فكرة مسبقة لدى الجمهور الياباني عن نكهاتنا. كنت أقف أمام فرصة ومسؤولية في الوقت نفسه: أن أقدم مطبخا كاملا لم يُكتشف بعد، وأن أفتح نافذة جديدة على ثقافتنا من خلال الطهي.
منذ اللحظة الأولى، كنت أدرك أن النجاح لا يكمن في نسخ الوصفات كما هي، ولا في التخلي عنها لإرضاء الآخر، بل في الموازنة بين الأصالة والتأقلم. فعلى سبيل المثال، حين قدمنا طبق المرقوق، أبقينا الخضار أقل طهوا مما نفعله عادة في السعودية، ليكون أقرب إلى الذائقة اليابانية التي تميل إلى النكهات الطازجة والقوام المقرمش. ومع ذلك، ظل الطبق يحمل روح المطبخ النجدي الذي ولد فيه.
أما المفاجأة، فكانت في الضيافة. في السعودية، للشاي والقهوة دور يتجاوز حدود المشروب، إنهما رمز للعطاء والكرم. لذلك اخترنا أن نقدم في أوساكا مزجيات شاي سعودية مستوحاة من بيئاتنا المختلفة: مزيج من الحبق، والورد الطائفي، والنعناع، والدوش. عندما تذوق اليابانيون هذه التوليفات العطرية، رأوا فيها طقسا يعادل مراسم الشاي الياباني التقليدي، لكنه بروح سعودية خالصة. بالنسبة إلي، كانت تلك اللحظة تجسيدا رائعا لما يعنيه أن يتحول الطعام إلى جسر حضاري يربط بين ثقافتين مختلفتين.
البدايات: رحلة داخل السعودية
لكن رحلتي مع المطبخ السعودي لم تبدأ في أوساكا، بل بدأت من الداخل، من أرض المملكة نفسها. قبل أن أخرج بهذا المطبخ إلى العالم، أردت أن أكتشف تنوعه وأسراره. ولهذا زرت ١٢ منطقة سعودية، وجمعت من كل منطقة طبقا أو وصفة تعكس هُويتها.
في جازان، ذات الأرض الخصبة، وجدت المائدة غنية بالخضراوات الطازجة والأطباق التي تعتمد على وفرة الزراعة. في المقابل، في الرياض ذات الطبيعة الصحراوية، كان المطبخ يعتمد على الأرز والمواد الجافة، في انعكاس لشح الموارد وقسوة البيئة. وهكذا اكتشفت أن المطبخ السعودي ليس مجرد طعام، بل هو تاريخ مكتوب بالنكهات، وذاكرة تنقلها الأمهات والجدات، وجغرافيا تتجلى في كل لقمة.
ومن هنا جاء مشروع “مطعم إرث” التي أطلقته هيئة فنون الطهي، والذي كان لي شرف أن أكون جزءا…..
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر “إقرأ على الموقع الرسمي” أدناه
المزيد من مجلة هي
الأكثر تداولا في عالم حواء