نادر عماد حمدي: والدي عاش بطلاً على الشاشة وإنساناً بسيطاً خلف الكاميرا... وهذه حكاياته التي...
,
نادر عماد حمدي: والدي عاش بطلاً على الشاشة وإنساناً بسيطاً خلف الكاميرا… وهذه حكاياته التي لم تُروَ
حين يُذكر اسم عماد حمدي، تتجسد أمامنا صورة “الأب” في أنبل معانيها، و”الرجل” كما رسمته السينما الكلاسيكية في أجمل تجلياتها، هو واحد من أعمدة الفن المصري في زمنه الذهبي، حمل على عاتقه أدواراً محفورة في وجدان أجيال، من “أم العروسة” إلى “الخطايا” و”إني راحلة”، لكن خلف الشاشة، كان له عالم آخر، مليء بالحب والفن والألم والوفاء، يرويه اليوم ابنه الوحيد نادر عماد حمدي، الذي فتح لنا قلبه واستعاد معنا تلك اللحظات التي عاشها بجوار والده، من زمن الضحك والمجد، إلى سنوات العزلة والحزن.
في هذا الحوار الخاص، نستعيد سيرة نجمٍ لم تنطفئ أضواؤه، لا على الشاشة ولا في ذاكرة محبيه، ونكشف كواليس إنسانيته التي ربما كانت أعمق أثراً من كل أدواره.
عماد حمدي
نادر لم يرث الفن من والده، فقد عمل مصوراً صحفياً في إحدى الصحف الشهيرة، وكان من الأبناء البارين بوالدهم، فحب عماد حمدي يتربع داخل قلب نادر.
بدأ حواره معنا بذكريات المشهد الأول في حياة والده عماد حمدي: “جدي درس جزءاً كبيراً من الهندسة وقضى 10 سنوات وحصل على الماجستير والدكتوراه ووالدته فرنسية، وكان والدي يقول لي إن الحياة وقتها مع أسرته كانت الموسيقى والثقافة جزءاً من حياتهم، فوالدته كانت تحب الرسم وعزف الموسيقى، وكان والدي في المدرسة الثانوية في مدارس حكومية وتعليمة باللغة العربية، وكانوا تسعة أشقاء، وقد درّس الفنان عبد الوارث عسر التمثيل لوالدي، ودائماً والدي كان يقبل يديه فقد كان له تأثير كبير عليه، وفي اللغة العربية بالتحديد.
والدي كان منفصلاً عن والدتي، وكان عمري وقتها أربع سنوات، وكانت أغلب أوقاتي معه، وكنت من المحظوظين لأنني دخلت كل بيوت هذا الجيل من الفنانين، فشخصية والدي كانت هي شخصية حسين في فيلم أم العروسة، إنسان طبيعي، وكان هذا من أسباب نجاحه في السينما لأنه كان دائماً يقول إن الممثل حينما يظهر للمتفرج أنه يمثل، فهذا لا يعد تمثيلاً، ولكن الممثل يجب أن يكون طبيعياً وتلقائياً، وهذا ما كان يتميز به أغلب هذا الجيل لذلك نجحوا واستمروا حتى الآن، فكان والدي عاشقاً للسينما وكان يشاهد السينما الأمريكية بالتحديد.
عمل والدي في البدايات، باش كاتب في مستشفى أبو الريش، ولكن كان الفن غالباً عليه، وكان صوته مميزاً جداً، وجاء زميله في المدرسة، وقال له ما رأيك أن تعمل في استوديو مصر، ففرح لأنه بهذا سيكون قريباً من الفن، فهو خريج تجارة، وبالفعل عمل بالحسابات، وكان في استوديو مصر ثلاثة فقط مؤهلات عليا والدي ومحمد رجائي، والذي جاء بعد ذلك رئيساً لمؤسسة السينما، وموسى حقي عميد معهد السينما، واستمر والدي حوالي 12 عاماً موظفاً في الاستوديو، حيث تقلد منصباً آخر في توزيع أفلام استوديو مصر، وكانوا يأتون وقتها بالأفلام الأجنبية ويقومون بعمل الدوبلاج لها باللغة العربية، وقد قام والدي بعمل دوبلاج لفيلم لص بغداد، حيث قدمه والدي بصوته باللغة العربية، وكان يأخذ وقتها مكافأة قدرها 50 جنيهاً، وكان مرتبه كمدير استوديو مصر 25 جنيهاً، وفي عام 1945 كان أحد أفضل اثنين يقومان بعمل الدوبلاج للأفلام، والدي والفنان الراحل محمود المليجي..
كيف جاءته الفرصة الأولى، ليقوم بأول أفلامه بدور بطولة في فيلم السوق السوداء؟ حينما رآه المخرج كامل التلمساني، وقال أريد هذا الشاب ليمثل دور البطولة في الفيلم، وقيل له إنه يعمل بتوزيع الأفلام، ولكن التلمساني تمسك بأبي الذى وافق على أن يخوض تجربة التمثيل للمرة الأولى، وكان أجره في الفيلم حوالي 200 جنيه، وشجعته على ذلك الفنانة عقيلة راتب خاصة أنها كانت صديقة لوالدتي، وكان كامل التلمساني، وقتها سابقاً عصرَه مثل يوسف شاهين، حينما قدم باب الحديد، فلم يفهم الفيلم أحد لأنه سبق عصره، ولهذا فشل فيلم السوق السوداء مما جعل والدي يقرر أنه لن يقوم بالتمثيل مرة أخرى، ولكن كان والدي محظوظاً لأنه بدأ في دور البطولة من أول فيلم، وثاني الأفلام نجح بشكل كبير، فكان هذا أول فيلم للمخرج صلاح أبو سيف، وكان صلاح أبو سيف يعمل مونتيراً في بداياته، ووقتها كان والدي يقول لي إنه وصل لدرجة إنه كان يصور خمسة أفلام في الشهر الواحد، وكان أغلب التصوير في الاستوديو، وقليل جداً العمل في التصوير الخارجي.
وما ذكرياتك عن أفلامه الرومانسية، وماذا حكى لك عنها؟
جسد أبي فيلم إني راحلة وبين الأطلال، فأتذكر أنه قال لي إن بين الأطلال كان من أفضل الأفلام التي جسدها كأفلام رومانسية، فقد قدم والدي أغلب قصص الأديب نجيب محفوظ، وحكى لي أبي أن المخرج عز الدين ذو الفقار، كان يجلس خلف الكاميرا ويبكي من أحداث الفيلم، وكان عز الدين ذو الفقار أقرب الناس لقلب والدي، أما عن نفسي، فأنا لا أستطيع مشاهدة هذا الفيلم -كلما عرض- لأنني أتأثر به جداً، ورغم علمي أنه عمل فني، وليس حقيقياً، لكني أبكي كثيراً عندما أراه، فلذلك قررت عدم رؤيته عندما يعرض، قدم أبي أفلاماً كثيرة مع فاتن حمامة تصل لـ20 فيلماً، ومع شادية قدم 16 فيلماً، ومع مديحة يسري قدم سبعة أفلام.
ما رأيك بالاطّلاع على ميرفت أمين: “رجاء ودلال كنّ سندي… ونور الشريف جزء مني انكسر”
كيف كانت علاقته بشادية بعد زواج دام ثلاث سنوات فقط؟
يقول نادر: ماما شادية -كما يناديها- هي بالفعل أم ثانية لي، فهي إنسانة جميلة وكل من اقترب منها أحبها، وكان لها فضل كبير عليّ وعلى أولادي ومن دونها لم أستطع استكمال حياتي، فهي -رحمة الله عليها- متصالحة مع نفسها، وهناك عمار كبير بينها وبين الله، ولن تتكرر رحمها الله، وأتذكر أنها تزوجت والدي لفترة قصيرة، دامت لثلاث سنوات، وكانت تعتبرني ابناً لها، وكانا في إحدى المرات يعملان سوياً بعد الانفصال فيلماً مع المخرج يوسف شاهين في أسوان وكان والدي وشادية وصلاح ذو الفقار معاً في أسوان، وكنت وقتها أتحدث هاتفياً مع والدي، ليقول لي مازحاً: تعالى، وعلى الفور سافرت لهم أسوان، ليفاجئ بي ويقدمني لشادية، ويقول لها: تعرفي مين ده؟ وظنت أنني من المعجبين، خاصة أنها لم ترني منذ أن كنت صغيراً، ليقول لها ابني نادر، لأجد شادية على الفور ترحب بي بشكل كبير، فوالدي انفصل عن شادية عام 56، وحينما يكون هناك مشكلة لي مع والدي، هي من تتدخل لحلها، فكان يسمع لها جيداً، فهذا جيل لن يعوض، ليس لديهم غل أو حقد حتى في انفصالهم، ومن وقتها لم تتركني شادية طوال عمري حتى رحلت.
كيف كانت علاقته بالفنانة مديحة يسري؟
كان منزل مديحة يسري بجانب منزلنا، وهي شخصية جميلة جداً ولا أنسى إني راحلة والذي جمعها بأبي سوياً، بالإضافة لستة أفلام أخرى حققت شهرة كبيرة، ولكن على الجانب الإنساني، فكانا صديقين مقربين وحتى إذا لم يكن هناك عمل…..
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر “إقرأ على الموقع الرسمي” أدناه
المزيد من مجلة سيدتي
This page is served from the static folder and not from the database.