لمحة عن 10 أيقونات إيطالية في عالمي التصميم والديكور

,

منذ ساعة

لمحة عن 10 أيقونات إيطالية في عالمي التصميم والديكور

أينما كانت قارئة هذه السطور، فهي إذا نظرت أمامها أو خلفها أو إلى يمينها أو إلى يسارها، ستجد أن التصميم بعوالمه المتشابكة يحيط بها شاملاً أشياء مثل اللابتوب أو الموبايل الذي تتصفح عبره المقالة، والكرسي أو الأريكة التي تجلس عليها، والطاولة التي تحمل فنجان قهوتها والحائط المطلي أو المزين بورق الجدران أو المعلقات والسقف الذي تنسدل منه وحدة الإنارة والنبتة الداخلية التي تزين المكان، وهذا الأخير مقهى كان أو منزلاً أو مكتباً مصمم بصورة تراعي المستخدمين. لا يمكن حصر الكلام عن التصميم، لكن من الصحيح القول أن إيطاليا كان لها تأثيرات كبيرة على هذا العالم لا سيما عندما دخل زمن الحداثة، إذ يسجل لبعض المصممين الإيطاليين أنهم كانوا أيقونات وأثروا في الحقبة الحديثة من التصميم من خلال الاشتغال بمواد وأشكال وعلى مشاريع أصبحت محفوظة في المتاحف ومهمة للاطلاع عليها من قبل هواة التصميم. في السطور الآتية، لمحة عن 10 أيقونات إيطالية في عالمي التصميم والديكور عملوا على إلغاء الحدود بين العمارة والديكور والأثاث والفن، بدون الإغفال عن الوظيفية.

جيو بونتي أبو الحداثة الإيطالية جيو بونتي (1891-1979)، هو أحد المصممين الإيطاليين الأكثر شهرة، وتأثيراً، إذ يُعتبر على نطاق واسع أبا للحداثة الإيطالية في القرن العشرين، فهو كان معروفاً بأسلوبه البسيط والنيوكلاسيكي، وقد اتفق على تسمية تياره “العصر الإيطالي الجديد”. بعد تخرج بونتي من “بوليتكنيكو دي ميلانو”، بشهادة في الهندسة المعمارية عام 1921، هو واصل مسيرته المهنية التي امتدت لستة عقود كمهندس معماري ومصمم أثاث. وفي عشرينيات القرن الماضي، بصفته المدير الفني لصانع الخزف التوسكاني ريتشارد جينوري، دمج بونتي بتناغم بين القديم والجديد من خلال أشكال خزفية معاصرة مزينة بزخارف من العصور الرومانية القديمة. وفي عام 1928، أسس بونتي “دوموس”، المجلة الرائدة والمبتكرة والمؤثرة في الفن والتصميم والهندسة المعمارية، وهي لا تزال تصدر حتى اليوم.

خلال أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، صمّم بونتي قطع أثاث رائدة ركّزت على الوظيفة والأناقة والجماليات، منها على سبيل المثال لا الحصر: كرسي “سيديا دي بوكو سيديل”، وكرسي “أرمن 811″، وكرسي “ماريبوسا”، وكرسي “كونتينوم راتان” بذراعين، وطاولة جانبية “دي 5551”. وتُعدّ هذه الأخيرة أساسيةً لفهم شاعرية بونتي في التصميم والهندسة المعمارية.

لا يزال إرث بونتي يُشكّل نظرتنا للعالم من حولنا: فرغم أنه لم يُصنّف نفسه “حداثياً” قط، إلا أن بونتي مسؤول عن دفع التصميم الإيطالي قدماً بوتيرة غير مسبوقة. تُعرض أعماله الآن في أنحاء العالم، بما في ذلك متحف مولتيني بإيطاليا.

قد يهمك الاطلاع أيضاً على “النيو كلاسيكية” في التصميم الداخلي… مزيج البساطة والفخامة

كارلو مولينو يُعرف كارلو مولينو (1905- 1973) بفنه وتصاميمه بقدر ما يُذكر بشغفه بالسيارات والطائرات والرياضات الشتوية، وهي تأثيرات واضحة في أعماله، ففي المنحنيات المتعرجة للإطارات الخشبية التي تدعم طاولاته، يُمكن للمرء أن يسترجع منحدرات التزلج المغطاة بالثلوج والمسارات التي اعتاد قيادة سياراته السريعة عليها. كما تُذكر الوصلات المعدنية التي تربط العديد من أعماله التصميمية بهندسة الطيران، وتُظهر عمارته الجبلية إطارات ترتفع إلى السماء.

بعد دراسة الهندسة المعمارية في “بوليتكنيكو دي تورينو” عام 1931، عمل مولينو مع والده الذي كان يدير شركة هندسية، ولكن بحلول أربعينيات القرن العشرين، كان يُبدع تصاميمه الفريدة للكراسي والطاولات وحتى السيارات، ففي عام 1955، شارك مع ماريو دامونتي وإنريكو ناردي في تصميم بيسيلورو دامولنار، وهي سيارة سباق تجريبية أنيقة بهيكلين مزدوجين لسباق 24 ساعة في لومان. من أشهر تصميماته كرسي فينيس (1959)، المصنوع من خشب القيقب الصلب، والذي يتميز بمسند ظهره المستوحى من التراث الشعبي والمكون من شريحتين عموديتين منحوتتين. ومن أعماله المميزة الأخرى مكتب كافور (1949) المصمم لمكتبه في تورينو: مزيج جريء من الزجاج، وأدراج عائمة، وساق خشبية منحنية تجمع بين شفرات المروحة ومنحدرات جبال الألب. في بحث مولينو الدائم عن الخفة والديناميكية، كان من المهندسين المعماريين القلائل الذين أدخلوا عناصر من الفن والثقافة السريالية في الحركة الحديثة: قال ذات مرة: “عندما لا يمكن تفسير العمل إلا من خلال ذاته، يمكننا القول إننا في حضرة الفن”.

اليوم، يمكن زيارة متحف كازا مولينو في تورينو، وهو المشروع الأكثر غموضاً للمصمم؛ صُمم كازا مولينو في ستينيات القرن الماضي – ليس كمسكن، بل كنوع من ملاذ ميتافيزيقي – ولم يكن من المفترض أن يُسكن فيه قط. بإطلالة على نهر بو، كانت الشقة عملاً رمزياً خاصاً زاخراً بالتلميحات الغامضة: غرف مُغطاة بالمخمل، ولوحات مُذهّبة، وصور فوتوغرافية مثيرة، ومزيج دقيق من فخامة الباروك وهيمنة الحداثة. اختار مولينو بنفسه كل شيء، حتى المنسوجات وأدوات المائدة. لم يكن المكان مأهولاً خلال حياته ولم يُكشف عنه للجمهور إلا بعد عقود من وفاته، وهو يُشبه سيرة ذاتية ثلاثية الأبعاد، ويمكن زيارته من خلال جولة سياحية حصراً.

فرانكو ألبيني قلّة من المصممين استطاعت إضفاء طابع معماري على الروطان، المعروف بالرتان، على صعيد العامة، أو تحويل رفّ كتب إلى تحفة هندسية. قام فرانكو ألبيني (1905-1977) بكلا الأمرين، مطبّقاً مبادئ العقلانية على مواد بسيطة في مشاريع متنوعة، من الكراسي بذراعين إلى محطات المترو. بعد دراسة الهندسة المعمارية في “بوليتكنيكو دي ميلانو”، تدرب ألبيني على يد جيو بونتي، وسرعان ما برز كشخصية محورية في الحركة العقلانية قبل الحرب العالمية الثانية. انجذب إلى التقنيات الإيطالية التقليدية، لكنه تعامل معها بنظرة حداثية، مجرّباً أسعاراً معقولة، وخفة وزن، وإمكانية التعديل. أدت تجاربه المبكرة مع القصب المنحني والروطان إلى ابتكار كرسيي مارغريتا (1950) وغالا، من إنتاج بوناسينا. لكن أشهر أعماله هو كرسي لويزا (1955)، الذي استغرق تصميمه 15 عاماً. خطوط الكرسي الحادة، ومفاصله المكشوفة، وظلاله البسيطة، كلها يجسّد فلسفة ألبيني المتمثلة في “أقصى تأثير بأقل استخدام للمواد”. وقد نال بفضل ذلك جائزة “الكومباسو الذهبي”. ولم يختلف تصميم رف الكتب “فيليرو” (1940) عن تصميمه الجريء من حيث البنية، فهو نظام معلق من كابلات الشد والأرفف الزجاجية يبدو وكأنه يطفو في الهواء.

تجاوزت مواهب ألبيني حدود الأثاث، فمع زميلته فرانكا هيلج، صمّم كل شيء بدءاً من المتاجر الكبرى (بما في ذلك ريناشينتي في روما) وصولاً إلى المكاتب (إينا في بارما)، وأعاد تصميم محطات مترو الخط الأول في ميلانو بتصميمات منطقية، وإرشادات واضحة، وتفاصيل معيارية لا تزال تُميّز جماليات المدينة. اليوم، لا يزال العديد من أعمال ألبيني قيد الإنتاج من خلال علامتي “كاسينا و”بوناسينا”، ولا يزال إرثه محفوظاً في مؤسسة فرانكو ألبيني في ميلانو.

قد يهمك الاطلاع أيضاً على نبات الرتان.. من غابات آسيا وأفريقيا إلى زوايا منزلك

أوزفالدو بورساني جمع أوزفالدو بورساني (1911-1985) في أعماله التصميمية بين التقاليد الحرفية التي نشأ عليها ومتطلبات عالمٍ يشهد تطوراً متسارعاً. وُلد في فاريدو لعائلةٍ من صانعي الخزائن، وبدأ التدرب على يد والده غايتانو بورساني في ورشة فاريدو في سن المراهقة. مهّد هذا التدريب المبكر على الأثاث المصنوع بدقة والمُستوحى من فن الديكور الطريقَ لانتقاله لاحقاً نحو الحداثة. بعد حصول بورساني على شهادة الهندسة المعمارية في جامعة “بوليتكنيكو دي ميلانو”، ترك بورساني بصمته في معرض ميلانو الدولي للتصميم عام 1933 بمنزله النموذجي “كازا مينيما”، والأخير صغير المساحة، يجمع بين الأنظمة المعيارية والهندسة البسيطة مع مزيجٍ مبتكرٍ من المواد: الفولاذ الأنبوبي، وخشب النخيل، والرق الأبيض، والزجاج المُقسّى. عكس هذا التصميم الجمالية العقلانية الناشئة، ومنحه الميدالية الفضية في المعرض، والأهم من ذلك، أنه مثّل قطيعة مع الزخرفة، وأشار إلى مستقبل وظيفي جديد. تبلور هذا المستقبل عام 1953، عندما أسس بورساني شركة “تكنو” مع شقيقه التوأم فولجينزيو. كان هدفهما إضفاء طابع صناعي على التصميم دون التضحية بالأناقة. في “تكنو”، قدّم بورساني إحدى أشهر قطعه: كرسي الاسترخاء P40 (1955)، والأخير يتكئ على إطار معدني، مع مسند ظهر قابل للتعديل، ودعامة أرجل قابلة للطي، وأجنحة جانبية بأذرع مطاطية. وُصف الكرسي بأنه “آلة للجلوس”، ويمكن وضعه في 486 وضعية مختلفة، جامعاً بين الهندسة الدقيقة والراحة. ولا يزال هذا الكرسي أحد أكثر كراسي الاسترخاء مرونةً على الإطلاق. من بين أبرز القطع الأخرى من كتالوج “تكنو” المبكر، أريكة D70، بمقعدها ومسند ظهرها المنفصلين اللذين يُفتحان ككتاب، ونظام مكتب Graphis (1968)، وهو مفهوم لمساحات العمل المعيارية استبق بيئات المكاتب المرنة الحالية.

اليوم، تُعرض أعمال بورساني في مجموعات فنية رئيسية، بما في ذلك متحف تريينالي للتصميم في ميلانو، ومتحف الفن الحديث في نيويورك، ومركز بومبيدو في باريس.

بييرو فورناسيتي كان بييرو فورناسيتي (1913-1988) فناناً متعدد اللغات، يتنقل بسلاسة بين الرسم والتصوير والطباعة والتصميم. افتتح ورشة طباعة فنية خاصة به عام 1930، واضعاً بذلك حجر الأساس لما سيصبح لاحقاً عالم فورناسيتي الفريد. بالتعاون مع فنانين مثل فابريزيو كليريتشي وألبرتو سافينيو، أنتج كتباً…..

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر “إقرأ على الموقع الرسمي” أدناه

منذ ساعة

منذ 5 ساعات

منذ 5 ساعات

منذ 10 ساعات

منذ ساعة

منذ ساعة

مجلة هي منذ 3 ساعات

مجلة هي منذ 6 ساعات

مجلة هي منذ 51 دقيقة

مجلة سيدتي منذ 48 دقيقة

مجلة هي منذ ساعتين

مجلة هي منذ 13 ساعة