في ذكرى الرحلة الأولى لسكة حديد الحجاز.. ماذا فعل المهندسون كي لا يزعجوا النبي في قبره؟| صور

,

منذ 13 ساعة

في ذكرى الرحلة الأولى لسكة حديد الحجاز.. ماذا فعل المهندسون كي لا يزعجوا النبي في قبره؟| صور

في صحراء وادي رم القاحلة.. يقبع قطار عثماني عتيق على سكة حديد الحجاز التي وصلت بين دمشق والمدينة المنورة مروراً بالقدس الشريف والأردن منذ أكثر من 125 عاما لغرض خدمة الحجاج.

قام بهذا المشروع الكبير السلطان العثماني عبد الحميد الثاني في شهر سبتمبر من عام 1900م والذي يوافق 1318هـ، وقد استغرق العمل في المشروع 7 سنوات، وقد وصل أول قطار للمدينة المنورة في مثل هذا اليوم 23 من شهر أغسطس 1908م، حيث بلغت تكاليف هذا المشروع الضخم 3 ملايين جنيه إسترليني، وبلغت التبرعات للمشروع مليون جنيه استرليني، وبلغ طول الخط 1320 كم، تتخلله محطات مقامة على طول الخط تبعد كل واحدة عن الاخرى 20 كم. وعُد هذا المشروع من المشروعات الكبرى التي طورت من المدينة المنورة آنذاك، ويعتبرها البعض من أهم انجازات السلطان عبد الحميد الثاني، الي حاول النهوض بالدولة العثمانية في وقت كانت تلفظ فيه أنفاسها الأخيرة.

قطار سكة حديد الحجاز

فكرة المشروع .. حلم طال انتظاره أما فكرة المشروع فهي قديمة، ولكن الدولة العثمانية تلكأت للتكاليف الكبيرة وصعوبة حماية الخط إلى زمن السلطان عبد الحميد الثاني الذي حوله إ لى حقيقة.

سُمي المشروع بخط سكة حديد الحجاز؛ نسبة لاسم المنطقة الواقعة غرب شبه الجزيرة العربية، حيث تقع المدينتان المقدستان مكة المكرمة والمدينة المنورة، وعُرف في السجلات العثمانية باسم “خط شمندوفير الحجاز” أو خط حديد الحجاز الحميدي، وفي وثائق دار الأرشيف العثماني باسم “حجاز تيمور يولي”، بينما سمته مراجع تاريخية “طريق الحرير الحديدي”؛ بسبب تأثيره السياسي والاقتصادي والاجتماعي الحيوي على المنطقة خلال فترة تشغيله.

قطار سكة حديد الحجاز

تعود فكرة إنشاء هذا الخط إلى مجموعة من المقترحات قدمها مهندسون من مختلف الجنسيات، ففي عام 1864م، حيث قدم المهندس الأمريكي من أصل ألماني تشارلز زامبل مقترحا لربط دمشق بالبحر الأحمر، وذلك في عهد السلطان عبد العزيز.

وفي عام 1872م قدم المهندس الألماني ويلهام فون برسيل مقترحًا يهدف إلى ربط القسم الآسيوي من الدولة العثمانية، وفي عام 1974م قدم الملازم أحمد رشيد مقترحًا لمد خط من الشام إلى مكة ومنها إلى جدة.

وفي عام 1879م، قدم الإنجليزي “إلفينستون دارلمبل، فكرة لإنشاء خط من حيفا أو عكا يخترق وسط الجزيرة العربية ويتصل بالكويت ومنها خط فرعي إلى البصرة، إلا أن التكلفة العالية للمشروع كانت مانعَا أساسيَا للشروع في تنفيذ أي من هذه المقترحات.

قطار سكة حديد الحجاز

قبل أكثر من قرن وربع القرن، سعى السلطان عبد الحميد الثاني إلى ربط الأقاليم العثمانية بشكل أكبر بإسطنبول وتوفير الحماية لها، وحينها كان الحجاج يتوجهون إلى الديار المقدسة عبر قوافل في رحلة مرهقة تستغرق شهرين وتتعرض لاعتداءات وسرقات كثيرة.

بقي المشروع طي الكتمان، ثم تجدد الاهتمام به حين قدم وزيره في الأشغال العامة حسن فهمي باشا عام 1880م لائحة مشروع مفصل لخط حديدي يربط الأناضول بالجزيرة العربية، ينطلق من أزمير مرورًا بقونية وحلب وينتهي في بغداد ومن دمشق إلى الأراضي المقدسة، لكن الأحوال المالية كانت عائقًا حال دون تنفيذه.

في عام 1884م، قدّم والي الحجاز عثمان نوري تصورًا عن أهمية إنشاء خط في أراضي الحجاز في صد أي اعتداءات خارجية على المنطقة، ثم جدد مقترحًا بخط بين مكة وجدة عام 1892م استعان فيه بمذكرة قدمها الضابط سليمان شفيق ووالده المعين في أمانة سر الحج، تشرح الأهمية الإستراتيجية لإنشاء خطوط حديدية، في حال إغلاق قناة السويس من قبل الإنجليز أو نشوب صراع بين الدولتين.

وشهدت نهاية عقد التسعينيات من القرن التاسع عشر إحياء الفكرة من جديد على يد رجل الدولة الدمشقي أحمد عزت باشا العابد، حين قدم عام 1892م خطة تفصيلية لمشروع أقل تكلفة مما قدم، أرفقها بشرح فوائده الأمنية والسياسية والدينية والخدمية والاقتصادية.

قطار سكة حديد الحجاز

كان عزت باشا على اطلاع بالمشاريع المقترحة سابقا، عندما كان يشغل منصب مدير الأوقاف في جدة وبين أهمية إنشاء خط حديدي بخاري من الشام أو من مكان خط حديدي بخاري من الشام أو من مكان آخر مناسب إلى الحجاز، ليكون طريق الحجاج سهلا وآمنا، ويقال إن هذه الفكرة حظيت بتأييد المستشار العسكري للسلطان فأحالها على الفريق محمد شاكر باشا رئيس الأركان الحربية والذي أنشأ رسما للخط المقترح وتقديراته المالية والفنية.

في 30 أكتوبر عام 1897م، قدّم أحمد مختار باشا المعتمد المميز في مصر عريضة للسلطان نبه فيها على خطورة التدخل الإنجليزي في أفريقيا والبحر الأحمر واليمن، والتهديد الذي تتعرض له المناطق المقدسة في الحجاز، واقترح إنشاء خط يربط دمشق بالسويس، وقونية في الأناضول بدمشق.

وكان مجلس الوكلاء حينها قد ناقش هذه العريضة في يناير 1898م، ووافق على أهمية المشروع المقترح لكنهم أجلوا دراسته إلى وقت لاحق.

وترجح بعض المصادر أن الصحفي الهندي محمد إن شاء الله بلور صاحب فكرة إنشاء خط من دمشق إلى المدينة المنورة في إطارها الصحفي، وقاد الدعاية لها في مختلف صحف العالم الإسلامي.

وكان تحقيق هذه الفكرة إحدى أمنيات السلطان التي تحدث عنها في مذكراته عام 1898م، وبعد عامين تبنى تنفيذ المشروع الذي وصفه بـ “حلمه القديم”، انطلاقا من سعيه لتعزيز التضامن الإسلامي، ودعم قوة الدولة وقدرتها الإستراتيجية.

قطار سكة حديد الحجاز

تمويل المشروع كانت تكلفة المشروع بالعملة العثمانية تبلغ تقريباً 3,500,000 مليون ليرة عثمانية، وكانت كبيرة جداً وقتها، وبعد ذلك وجه نداء للعالم الاسلام وفتح باب التبرعات التي ابتدأها السلطان بمبلغ 320 ألف ليرةـ وشاه إيران بـ 50 ألف ليرة، وتعهد الخديو عباس حلمي الثاني بتوفير كميات كبيرة من مواد البناء، وتألفت لجان في الدول الاسلامية التي يحكمها العثمانيين لجمع التبرعات، وتم إصدار طوابع بريدية بهذا المشروع الضخم، وأصدر السلطان أوامره بقطع 10% من رواتب موظفي الدولة لصالح المشروع، وجمعت جلود الأضاحي وبيعت وحولت أثمانها إلى ميزانية المشروع.

كذلك شملت التبرعات مسلمي الهند وبعض دول آسيا، وصادف المشروع عقبات كبيرة اولها نقص المياه وقد تم التغلب عليها، بواسطة حفر آبار وتزويدها بمضخات وجلبت المياه بصهاريج على طول الخط، وبسبب نقص العمال تم استخدام الجيش حيث عمل 6000 جندي و200 مهندس وكانوا يعملون بصورة مستمرة.

قطار سكة حديد الحجاز

تضاريس الصحراء وصعوبات المشروع من العقبات الأخرى كانت السيول الجارفة التي شكلت خطورة…..

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر “إقرأ على الموقع الرسمي” أدناه

منذ 10 ساعات

منذ ساعة

منذ 11 ساعة

منذ 11 ساعة

منذ 8 ساعات

منذ 7 ساعات

صحيفة المصري اليوم منذ ساعتين

مصراوي منذ 5 ساعات

صحيفة اليوم السابع منذ 49 دقيقة

صحيفة المصري اليوم منذ 5 ساعات

مصراوي منذ 3 ساعات

قناة اكسترا نيوز منذ ساعتين