أول 40 يوماً بعد الولادة: ما الذي تحتاجينه فعلاً؟
,
أول 40 يوماً بعد الولادة: ما الذي تحتاجينه فعلاً؟
لقد مرَّ جسمكِ بتجربةٍ صعبة، وربما تشعرين بألمٍ وكدمات. قد يستغرق التعافي بعض الوقت؛ لذا احرصي على التروي والتحدث إلى القابلة أو الطبيب إذا شعرتِ بأي قلق. يتناول هذا الموضوع التجارب والأسئلة الشائعة خلال الأسابيع الستة الأولى بعد الولادة. كما نوفر معلومات حول التغيرات الجسدية المحتملة خلال الـ 40 يوماً بعد الولادة، بعد استشارة الأطباء والمتخصصين.
العودة إلى المنزل بعد الولادة
إذا أنجبتِ في المستشفى أو المستوصف، وكنتِ أنتِ وطفلكِ بصحة جيدة، يُفترض أن تتمكني من العودة إلى المنزل بعد حوالي 6 إلى 24 ساعة من الولادة. قد تحتاجين إلى البقاء لفترة أطول إذا خضعتِ لعملية قيصرية أو ولادة معقدة وفترة مخاض طويلة.
إذا كنتِ قد أنجبتِ في المنزل؛ فستقدم لكِ القابلة الدعم في إرضاع طفلكِ، وستتأكد من أنكِ وطفلكِ بخير. كما ستزودكِ بمعلومات حول ما يمكن توقعه في الأيام القادمة، والدعم المتاح، ومن يمكنكِ التواصل معه في حال وجود أي استفسارات.
مهما كانت طريقة ولادتك، ينبغي للقابلة زيارتك عدة مرات خلال أول أسبوعين من حمل طفلك. وستتولى الزائرة الصحية المهمة بعد ذلك؛ إذ سيستغرق جسمكِ بعض الوقت ليعتاد عدم الحمل. اسألي القابلة عن أي أسئلة لديكِ حول ما يحدث. مهما كانت المشكلة؛ فهي تتمتع بخبرة واسعة في مساعدة الأمهات الجدد، وهي موجودة لمساعدتكِ.
إذا خضعتِ لعملية قيصرية؛ فعليكِ أخذ الأمور ببساطة في البداية، وقد تحتاجين إلى تجنب بعض الأنشطة، مثل القيادة، حتى زيارة طبيبكِ العام. تعرفي إلى كيفية التعافي في المنزل بعد الولادة القيصرية .
طفلك حديث الولادة: ما يمكن توقعه في الأسبوع الأول من حياته
ماذا إذا عانيت من اكتئاب ما بعد الولادة؟ من المرجح أن تشعري بتوتر عاطفي شديد لفترة بعد الولادة. قد تعانين أيضاً من “كآبة ما بعد الولادة”، التي قد تجعلك تشعرين بالقلق، أو الاكتئاب، أو الانفعال، أو الرغبة في البكاء دون سبب واضح. جميع هذه الأعراض طبيعية، وعادةً ما تستمر بضعة أيام فقط.
حاولي الاعتناء بنفسكِ وبمولودكِ الجديد، واطلبي المساعدة إذا شعرتِ بالقلق أو الإرهاق. إذا كنتِ تعتقدين أنكِ قد تعانين من الاكتئاب؛ فتحدثي إلى القابلة أو الزائرة الصحية أو طبيبكِ العام في أقرب وقت ممكن للحصول على بعض المساعدة.
يعاني ما يصل إلى واحدة من كل خمس أمهات أنجبن، وواحدة من كل ثمانية من شركائهن، من مشاكل في الصحة النفسية في السنة الأولى مع أطفالهن. هناك الكثير من الدعم المتاح؛ فلا تُعانِي في صمت.
أحياناً، قد تختلف ولادة طفلكِ عما كنتِ تتمنين. هذا قد يجعل من الصعب عليكِ أو على شريككِ، وربما على كل من حولك؛ إذ يشعر بعض الآباء والأمهات بصدمة نفسية نتيجة ما مروا به. يتوافر الدعم إذا كنتِ تواجهين صعوبة في التعبير عن مشاعركِ تجاه الولادة.
كيف أتحكم بالمشاعر السلبية حول جسدي بعد الولادة؟
قد يكون لدى بعض النساء مشاعر سلبية تجاه أجسامهن بعد الولادة. قد تشعرين بضغط وكأنكِ لم تُرزقي بطفل قط. في الواقع، تتغير أجسام معظم النساء بعد الولادة. مع مرور الوقت، قد تعتبرين ذلك علامة على الإنجاز؛ ففي النهاية، لقد أنجزتِ عملاً رائعاً بخلق حياة جديدة!
حاولي التركيز على شعورك الآن، لا على مظهرك. صحتكِ ورعاية مولودكِ الجديد أهم بكثير.
نعلم أن أصعب الأمور أن ملابسك التي بدت غريبة/مختلفة/غير مناسبة! سيكون جسمك مختلفاً تماماً، وستسعين للشعور بالثقة والراحة.
ماذا إذا شعرت بانقباضات ما بعد الولادة؟ قد تشعرين ببعض آلام البطن وتقلصات الرحم بعد الولادة. يعود ذلك إلى انقباض الرحم وعودته إلى حجمه الطبيعي.
تستمر هذه الآلام عادةً يومين أو ثلاثة أيام. قد تشتد قليلاً في أثناء الرضاعة الطبيعية، بسبب الهرمونات التي يفرزها جسمكِ أثناء الرضاعة. في هذه الحالة قد يفيدكِ الباراسيتامول. استشيري القابلة أو الطبيب قبل استخدام أي مسكنات ألم أخرى إذا كنتِ مرضعة.
كيف أتصرف مع ألم الحزام الحوضي بعد الولادة؟ عادةً ما يزول ألم الحزام الحوضي خلال شهر بعد الولادة، ولكن واحدة من كل عشر نساء قد تعاني من ألم مستمر. إذا كنتِ تعانين من ألم؛ فمن المهم مواصلة العلاج، وتناولي مسكنات الألم بانتظام، واستخدمي أي وسائل مساعدة تُعطى لكِ لمساعدتكِ على الحركة. إذا لم يختفِ الألم؛ فتحدثي إلى طبيبك العام الذي قد يحيلك إلى مختص.
كيف أتصرف إذا عانيت من النزيف؟ ستنزفين -بعد الولادة الطبيعية أو القيصرية، هذا النزيف -المعروف باسم النفاس- سيكون غزيراً جداً في البداية، وقد يزداد غزارة في أثناء الرضاعة الطبيعية؛ ما قد يؤدي إلى انقباض الرحم.
سيستمر نزول الدم بضعة أسابيع، ثم يتحول تدريجياً إلى اللون البني، ثم يتناقص حتى يتوقف تماماً. من المفترض أن يتوقف تماماً بحلول الأسبوع الثاني عشر من عمر طفلك.
لا تستخدمي السدادات القطنية قبل إجراء فحص الأسبوع السادس؛ لأنها قد تزيد من فرص إصابتك بالعدوى.
أخبري طبيبكِ العام إذا كان النزيف مفاجئاً أو غزيراً، أو إذا خرجت جلطات دموية، أو كانت رائحة نفاسكِ كريهة، أو إذا شعرتِ بتوعك؛ فقد تحتاجين إلى علاج.
كيف أتصرف مع الغرز بعد الولادة؟ ربما خضعتِ لغرز بعد التمزق أو لشق العجان “حيث يُجري الطبيب أو القابلة شقاً لتوسيع فتحة الولادة قليلاً” في أثناء الولادة. أخبري القابلة إذا كانت الغرز مؤلمة أو غير مريحة. يمكنها تقديم المشورة لكِ بشأن تخفيف الألم ومناقشة علامات العدوى التي يجب الانتباه إليها.
للمساعدة في منع العدوى، من الجيد تغيير الفوط الصحية الخاصة بك بشكل متكرر، والاستحمام أو الدش في الماء العادي كل يوم -وتجفيف نفسك بعناية بعد ذلك.
ماذا عن صعوبات في الذهاب إلى المرحاض؟
قد تجدين صعوبة في التبول بعد الولادة. سترغب القابلة في قياس كمية البول الأول للتأكد من أن مثانتك تعمل بشكل جيد.
إذا خضعتِ لتخدير فوق الجافية؛ فقد لا تشعرين بامتلاء مثانتكِ. هذا لأن التخدير فوق الجافية يؤثر في الأعصاب المحيطة. قد تحتاجين إلى قسطرة حتى يزول مفعوله. وقد تشعرين بلسعة أو ألم خفيف في أثناء التبول في البداية. شرب الكثير من الماء يُخفف من كثافة البول؛ ما يُخفف من لسعته. كما يُنصح برش الماء على المنطقة في أثناء التبول.
لستِ وحدكِ إذا كنتِ تشعرين ببعض القلق حيال أول تبرز لكِ بعد الولادة، خاصةً إذا كان لديكِ غرز أو تمزق. على الأرجح لن تتبرزي بضعة أيام. إذا كانت لديكِ غرز؛ فمن غير المرجح أن تتمزق أو تفتحي الجرح أو تتمزق مرة أخرى، فقد تشعرين بتحسن إذا وضعتِ منديلاً نظيفاً على الغرز في أثناء التبرز. حاولي ألا تجهدي نفسكِ.
من المهم تجنب الإمساك بعد الولادة، وهو أمر شائع جداً. حاولي شرب الكثير من الماء وتناولي أطعمة غنية بالألياف، مثل الفواكه والخضروات الطازجة، والخبز والحبوب الكاملة. إذا كنتِ لا تزالين تعانين من الإمساك؛ فقد تنصحكِ القابلة بتناول الملينات “أدوية لعلاج الإمساك”.
أخبري قابلتك أو ممرضة الصحة إذا شعرت بألم في مكان الولادة أو حوله، أو إذا لاحظت رائحة كريهة؛ لأن هذه قد تكون علامات على وجود عدوى.
ماذا إذا عانيت من سلس البول بعد الولادة؟ من الشائع تسرب البول “المعروف باسم سلس البول” بعد الولادة، خاصةً إذا ضحكتِ أو سعلتِ أو تحركتِ فجأة. يزداد احتمال حدوث ذلك إذا كانت ولادتك طبيعية، ولكنه قد يحدث أيضاً إذا خضعتِ لعملية قيصرية. والأشياء التي يمكن أن تساعدك:
قومي بتمارين قاع الحوض
قللي من الكافيين
اشربي من 6 إلى 8 أكواب من السوائل يومياً، ولكن ليس أكثر “لا تتجنبي شرب السوائل لأن هذا يقلل من سعة المثانة”.
لا تدخني.
تجنبي رفع الأشياء الثقيلة.
قد يكون من المفيد أيضاً محاولة إنقاص الوزن تدريجياً إذا كنتِ تعانين من السمنة. هذا أسهل قولاً من فعل بعد الولادة، ولا داعي للعجلة. تذكري أن جسمكِ يحتاج إلى وقت للتعافي.
في حالات أقل شيوعاً، قد تواجه صعوبة في التحكم في حركة الأمعاء “المعروفة باسم سلس البراز أو الشرج”. ويزداد احتمال حدوث ذلك بعد تمزق من الدرجة الثالثة أو الرابعة.
إذا كنت تعانين من تمزق من الدرجة الثالثة أو الرابعة؛ فيجب أن يُعرض عليك موعد متابعة في المستشفى بعد 6 إلى 12 أسبوعاً، وتُحالين إلى مختص إذا كنت تعانين من مشاكل في التحكم في حركة الأمعاء بعد الولادة. تتعافى معظم المصابات بتمزق من الدرجة الثالثة أو الرابعة تماماً من دون أي مضاعفات دائمة.
لا تترددي في التحدث مع القابلة أو طبيبك العام حول أي مشاكل تتعلق بسلس البول. يمكنهم مساعدتك في الحصول على الرعاية المناسبة، مثل تدريب المثانة والأمعاء، والعلاج الطبيعي، أو الجراحة إذا لزم الأمر.
هناك تطبيقات للتحكم في قاع الحوض والمثانة يمكنكِ تنزيلها لتذكيركِ بممارسة تمارين قاع الحوض. يمكنكِ طلب المساعدة من القابلة لترشيح أحدها.
كيف أتصرف إذا كنت شديدة التعرق بعد الولادة؟ قد يُصاب ما يصل إلى ثلث النساء بالتعرق الليلي أو الهبات الساخنة بعد الولادة. قد يكون هذا بسبب التغيرات الهرمونية مع اعتياد الجسم عدم الحمل. وقد يكون بعض التعرق بعد الولادة طبيعياً، لكن زيادة التعرق قد تكون أيضاً علامة على مشاكل…..
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر “إقرأ على الموقع الرسمي” أدناه
المزيد من مجلة سيدتي
الأكثر تداولا في عالم حواء