الشرعية اليمنية أمام فرصة تاريخية لاستعادة الدولة وبناء يمن مستقل وقوي

منذ سيطرة مليشيا الحوثي على مؤسسات الدولة اليمنية عام 2014، أصبحت اليمن مسرحًا للمشروع الإيراني الذي يسعى لزعزعة استقرار المنطقة عبر وكلاء طائفيين. فقد استغل الحوثيون الدعم الإيراني لتعزيز نفوذهم، مما أدى إلى تفاقم المعاناة الإنسانية داخل اليمن، وتهديد أمن دول المنطقة وصولاً إلى استهداف الممرات المائية وخطوط الملاحة الدولية. ورغم هذه التحديات، فإن المتغيرات الإقليمية والدولية الحالية ضد المشروع الإيراني في المنطقة تقدم فرصة ذهبية للشرعية اليمنية لتوحيد جهودها ومواجهة المشروع الحوثي الإيراني، واستعادة اليمن كدولة مستقلة ذات سيادة، بعيدًا عن الأجندات الخارجية. لقد التقط الشعب السوري وقواه الوطنية الرافضة للمشروع الإيراني هذه الفرصة السانحة، وواجه ببسالة مشروع إيران في سوريا.. يمكن للشرعية اليمنية التعلم منه. فقد دعمت إيران النظام السوري عبر ميليشيات طائفية مثل حزب الله والحرس الثوري، ما أدى إلى قتل مئات الالاف وتشريد الملايين وتدمير البنية التحتية، وتحويل سوريا إلى منصة إيرانية لزعزعة استقرار المنطقة. وإذا ما ألقينا نظرة فإن عدة عوامل أسهمت في نجاح السوريين في تحقيق أهدافهم الكبيرة اليوم، رغم التحديات الماثلة، فإن عدة عوامل قد تظافرت لتحقيق هذه الانتصارات الكبيرة والاستثنائية، وصنع محطة تحول تاريخية ليس لسوريا وحدها بل وللمنطقة. ولعل أبرز هذه العوامل التي أنجزت نصراً مستحقاً هي: – توحيد الصفوف: بتشكيل تحالفات عسكرية وسياسية تجمع مختلف الفصائل العسكرية والعرقية والدينية والمكونات الوطنية في قوة وطنية بغرفة عمليات موحدة. – استثمار الدعم الإقليمي والدولي: بكسب دعم دول إقليمية مثل تركيا عبر تسليح وتدريب الفصائل المعارضة. – استغلال المزاج الدولي ضد إيران: في اللحظة التي شعروا فيها أن العالم قد ضاق من هذا المشروع تحركوا لإحراز تقدم عسكري ودبلوماسي. وبناءً على ذلك، فإن على الشرعية اليمنية استغلال هذه التحولات الإقليمية والدولية والتقاط الفرصة لمواجهة حاسمة مع المليشيا الحوثي، والرفض الشعبي الكبير لها بسبب جرائمها، علاوة على أنه باتت هناك رغبة دولية لإضعاف أذرع إيران في المنطقة، وخاصه الحوثي الذي إن استمر فهو يمثل خطرًا على استقرار المنطقة، وليس اليمن فقط، مما يدفع المجتمع الدولي لدعم جهود التصدي لهم، ورفع الغطاء الذي وفرته دول كبرى للحوثي، منع من حسم المعركة في ذروتها، تحقيقاً لأجندة دولية. إن هناك اليوم توافق إقليمي وخاصه دول الخليج وعلى رأسها السعودية، التي باتت أكثر إدراكاً لخطورة المشروع الإيراني في اليمن مما يعزز فرصة التحرك ضد الحوثيين. ومن جهة أخرى وهي الأهم، فهناك تحولات محليه حيث تفاقم الغضب الشعبي في المناطق الخاضعة للحوثيين بسبب جرائمهم وجباياتهم وسياساتهم القمعية واتساع رقعه الفقر والانقسامات الداخلية، والمنهجية العنصرية في التسلط والاستحواذ واستهداف كل فئات وشرائح المجتمع. إن الهدف الأكبر الذي يناضل ويضحي من أجله اليمنيون منذ 10 سنوات، وهو دحر الانقلاب واستعادة، قد حانت فرصة تحقيقه، لكن ذلك يقتضي نفرة عارمة على المستوى الرسمي والشعبي، يعلنها مجلس القيادة الرئاسي، وتتظافر لتحقيقها القوات المسلحة والمقاومة والقبائل وكل الشعب، وهذا يقتضي بالضرورة. – توحيد الجهود ضد الحوثي من خلال بناء شراكة قوية مع السعودية وكل الدول التي تساند اليمن في عملية استعادة الدولة. – رؤية وطنية شاملة: تقديم مشروع وطني يعمل على توحيد الصفوف الداخلية وإطلاق مبادرات وطنية تهدف لإسقاط الحوثيين. – تحقيق الاستقرار في المناطق المحررة من خلال تحسين الخدمات والبنية التحتية لتقديم نموذج ناجح يناقض فشل الحوثيين. – حملات إعلاميه تكشف انتهاكات الحوثيين، وتصعيد الضغط السياسي والإعلامي بتسليط الضوء على جرائمهم داخليًا ودوليًا، وكشف ارتباطهم المباشر بالمشروع الإيراني. – يجب أن تستبق الشرعية أي محاولات خادعة من الحوثيين لتقديم أنفسهم كبديل عقلاني عبر فك ارتباطهم مع إيران، من خلال التحرك الجاد الذي يثبت أن عودة الشرعية وإنهاء هيمنة الحوثيين هو الخيار السبيل الوحيد لضمان استقرار اليمن والمنطقة. – دعم المقاومة الشعبية، بتوفير الدعم اللازم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بكل السبل والطرق، وقبل ذلك التواصل والتنسيق المستمر. – بناء تحالفات مع الكيانات والشخصيات المؤثرة لدعم أي جهود يقطع يد إيران، وينهي مليشيا الحوثي التي تشكل العدو الأول لكل اليمنيين بلا استثناء. – توظيف الأوضاع الإنسانية الناتجة عن سياسات الحوثيين كأداة لكسب الدعم الإقليمي والدولي، وقبل ذلك الإسناد الشعبي. – على الشرعية تقديم نفسها كشريك موثوق، للمحيط العربي والمجتمع الدولي، وتقديم صورة مقنعة أن كيان وطني جامع قادر على إدارة البلاد وضمان استقرارها. * (المصدر أونلاين) شارك الخبر