أيهما أفضل لأطفالنا.. الوفرة المادية أم الحضور العاطفي للآباء؟ وما تأثير كل منهما؟
,
أيهما أفضل لأطفالنا.. الوفرة المادية أم الحضور العاطفي للآباء؟ وما تأثير كل منهما؟
مشهد يتكرر في بيوت كثيرة؛ يجلس الطفل الصغير بغرفة الجلوس، وعيناه مثبتتان على الباب؛ ينتظر لحظة سماع المفتاح يدور في القفل، الساعة تجاوزت موعد نومه بكثير، لكن قلبه يرفض الاستسلام للنوم قبل أن يرى والده العائد من العمل.
يدخل الأب أخيراً، متعباً، محمّلاً بحقائب العمل، وأثقال اليوم الطويل، يبتسم ابتسامة سريعة، يربت على رأس ابنه، ويجري إلى غرفته ليستعد ليوم عمل جديد، بعدها يدخل الطفل متثاقلاً لغرفته وهو يهمس في داخله: “غداً قد أجلس معه أكثر”، والغد يتكرر، ولكن يظل الحلم مؤجلاً.
هذه الصورة تتكرر في بيوت كثيرة -بشكل ما- حيث ينشغل الأب أو الأم -العائل المادي- بالسعي وراء الرزق وتلبية الاحتياجات، متغافليْن الحضور العاطفي الذي يحتاجه الطفل أكثر من أي لعبة أو هدية. هنا تلوح عدة أسئلة: ماذا يحدث عندما يكبر الطفل في ظل هذا الغياب العاطفي؟ وما الذي يمكن أن تفعله الأسرة لتهيئة التوازن بين الوفرة المادية والحضور العائلي الدافئ؟ وهل الغياب المبرر بالعمل أفضل من الحضور العاطفي؟ يجيب عن تلك الأسئلة الدكتور محسن أحمد الحسيني؛ أستاذ الطب النفسي. اعلمي: الوفرة المادية لا تتساوى مع الحضور العاطفي
يظن بعض الآباء والأمهات أن تلبية احتياجات الطفل المادية تكفي لبناء شخصية قوية وسعيدة، فيشتري الأب أغلى الألعاب، ويحرص على تنظيم حفلات فاخرة في أعياد الميلاد، بينما يترك التفاصيل الصغيرة ذات الأثر الأعمق، والتي تتمثل في: نظرة، اهتمام، عناق، جلسة عشاء مشتركة، أو حديث قصير قبل النوم.
الحقيقة: الطفل يحتاج إلى أن يشعر بأنه مرئي ومسموع، وأبوين يمنحانه العاطفة، لا بيئة تمنحه الحاجات وتفقده الأمان الداخلي، ومع مرور الوقت يترسخ لديه شعور بأن الحب مرتبط بما يحصل عليه من هدايا، لا بما يتلقاه من حضور ومشاركة وجدانية. انتبهي: الغياب الطويل يترك بصمات صامتة
عمل الآباء لساعات طويلة ليس مجرد غياب جسدي عن المنزل، بل هو أيضاً غياب عن محطات عمرية للطفل لا تعوض؛ الطفل الذي لا يجد والده أو والدته في لحظات فرحه أو حزنه؛ قد يتعلم مبكراً أن يعتمد على نفسه عاطفياً، لكن بثمن باهظ، فشعوره المستمر بالوحدة يضعف قدرته على التعبير عن مشاعره، وربما صعوبة في بناء الثقة لاحقاً.
الحقيقة: قد يبدو الطفل ناجحاً في دراسته أو ملتزماً بقواعد البيت، لكنّ وراء هذا الانضباط الظاهري فراغاً داخلياً يبحث عن الامتلاء، وفي مرحلة المراهقة يظهر هذا الفراغ على شكل تحدٍّ أو تمرد، أو حتى بحث عن الاهتمام في أماكن خاطئة. هل تعلمين أن التعويض بالهدايا.. فرح لحظي؟
كثير من الآباء، بدافع الحب أو الذنب، يلجأون إلى الهدايا كوسيلة لتعويض غيابهم؛ “لم أستطع حضور الحفل المدرسي، سأشتري له هاتفاً جديداً”، “فاتني عيد ميلادها، سأهديها فستاناً فاخراً”، هذه الهدايا قد تُفرح الطفل لحظياً، لكنها ترسخ في داخله رسالة بأن الحب يُقاس بما يُعطى من أشياء.
الحقيقة: مع مرور السنوات، قد ينمو الطفل وهو يربط مشاعر التقدير أو القرب بالهدايا المادية، فيُصبح من الصعب عليه فهم قيمة العلاقات المبنية على العاطفة والاهتمام، وهنا يكمن الخطر؛ أن تتحول العائلة من أوقات للتواصل الإنساني إلى علاقة تدعم بتبادل…..
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر “إقرأ على الموقع الرسمي” أدناه
المزيد من مجلة سيدتي
الأكثر تداولا في عالم حواء