من قلب مكة إلى شاشات الجيل الجديد، الجدّة نجاة والحفيدة شهد يحوّلان وصفات الذكريات إلى مشروع...

,

منذ 12 دقيقة

من قلب مكة إلى شاشات الجيل الجديد، الجدّة نجاة والحفيدة شهد يحوّلان وصفات الذكريات إلى مشروع ملهم يُحيي التراث السعودي بلغة العصر

في زمنٍ، تتسارعُ فيه التغيُّرات، وتزدادُ الفجواتُ بين الأجيال، يبرزُ نموذجٌ إنساني جميلٌ، يجمعُ بين الحكمةِ والحداثة، بين دفءِ التقاليدِ ونبضِ الحاضر. في هذا الحوار، نطلُّ على تجربةٍ فريدةٍ بين جدَّةٍ، تُدعى «أنتي»، نجاة عبدالرزاق، وحفيدتها شهد نجم، ونلقي الضوءَ على علاقةٍ عائليَّةٍ حميمةٍ، تحوَّلت إلى مشروعٍ مشتركٍ، يحملُ رسالةً ساميةً: إحياءُ التراثِ السعودي، ومشاركته بأسلوبٍ عصري عبر وسائلِ التواصل.

أنتي، التي عاشت بين مكة المكرَّمة وأمريكا، تمزجُ في وصفاتها بين نكهاتِ الذكرياتِ، وخبراتِ السنين، أمَّا شهد، التي نشأت في كنفِ الجدَّةِ الملهمة، فتنقلُ هذه التجربةَ إلى جمهورٍ شابٍّ، يتوقُ للتواصلِ مع جذوره دون التخلِّي عن حداثته. في هذا اللقاءِ، نتنقَّلُ بسلاسةٍ بين صوتَي الجدَّةِ والحفيدة، فنسمعُ رواياتِ الطبخ، وضحكاتِ المطبخ، والمواقفَ الطريفةَ، والحكمَ المتبادلة.. لنكتشفَ معاً كيف يمكن للتراثِ أن يُروى بلغةِ الحاضر، وكيف يمكن للحنينِ أن يصبحَ مشروعاً مُلهماً.

تصوير : لينا مو نجاة عبدالرزاق وشهد نجم

مَن هي «أنتي» Annati وكيف تُقدِّم نفسها للقرَّاء؟ أنتي: أنا نجاة عبدالرزاق عبدالمجيد، وُلِدتُ، ونشأتُ في مكة المكرَّمة. لقبي على السوشال ميديا «أنتي»، وعن حياتي، فأقولُ: لقد عشتُ فترةً طويلةً في الولايات المتَّحدة مع عائلتي، وربَّيتُ أبنائي وأحفادي في بيئةٍ، تحافظُ على التقاليدِ، والثقافةِ السعوديَّة. أشارك الآن وصفاتي التراثيَّةَ، وتجاربي الحياتيَّةَ عبر وسائلِ التواصلِ الاجتماعي، وأفتخرُ بكوني جدَّةً لحفيدتي شهد التي أشاركها رحلتي الإبداعيَّة. أهدفُ إلى إلهامِ الجيلِ الجديدِ للحفاظِ على تراثنا من خلال الطبخِ والقصص.

شهد: أنا شهد نجيم، أعملُ مديرةً للاستدامةِ في شركةِ الدباغ، وعضوةٌ في عددٍ من مجالسِ الإدارة. أعتزُّ بلقبِ «حفيدة أنتي»، إذ أراه من أهمِّ إنجازاتي. نشأتُ مع جدَّتي، وأشاركها شغفَها بالتراثِ السعودي بأسلوبٍ عصري. الظهورُ في مجلَّةِ «سيدتي» التي أستمتعُ بقراءتها منذ صغري شرفٌ كبيرٌ بالنسبةِ لي.

مواقع التواصل كيف بدأتِ رحلتكِ في مشاركةِ وصفاتكِ وتجاربكِ على Instagram وTikTok؟ وهل كنتِ تتوقَّعين النجاح؟ أنتي: بدأتُ رحلتي في الولايات المتَّحدة حيث كنت أحرصُ على إحياءِ التقاليدِ السعوديَّة من خلال الطبخِ مع عائلتي، والعائلاتِ المحيطة. كنا نجتمعُ في المناسباتِ لتحضيرِ أطباقٍ مثل الأرزِّ البخاري، والملوخيَّة، ما عزَّز ارتباطنا بثقافتنا. عندما عدتُ إلى السعوديَّة، شجَّعني أبنائي على توثيقِ وصفاتي عبر إنستجرام، وتيك توك. في البدايةِ، لم أكن متحمِّسةً لفكرةِ التصوير، لكنَّني تالياً، بدأتُ بمقاطعَ بسيطةٍ بهدفِ إفادةِ الجيلِ الجديد. لم أتوقَّع النجاحَ الكبير الذي حقَّقته، وألهمني تفاعلُ المتابعين، وطلبهم وصفاتٍ جديدةً للاستمرار. شعرتُ بسعادةٍ غامرةٍ عندما رأيتُ الكثيرين يستفيدون، ويسترجعون ذكرياتهم العائليَّةَ من خلال وصفاتي.

شهد: خلال جائحةِ كورونا، كنت أعملُ في الرياض، وأزورُ جدَّتي كلَّ أسبوعٍ. طلبتُ منها تعليمي الأكلاتِ السعوديَّة، فأنا، مع أنني ماهرةٌ في تحضيرِ أطباقٍ عالميَّةٍ مثل الباستا، شعرتُ بأنني في حاجةٍ إلى تعلُّمِ أكلاتٍ من تراثنا. هنا، اقترحت والدتي تصويرَ مقاطعِ فيديو بدلاً من كتابةِ الوصفاتِ بسببِ ضيقِ الوقت، والحمد لله أوَّلُ فيديو كان ممتعاً حيث كنت أسألُ جدَّتي عن طريقةِ تحضيرِ الأرزِّ والفاصولياء. قرَّرنا بعدها مشاركةَ هذه التجاربِ مع الجمهور، لنُظهِرَ أن الشبابَ قادرون على تعلُّمِ التقاليدِ بأسلوبٍ، يناسبُ حياتهم العصريَّة.

الجدة والحفيدة تناغم الأجيال حفيدتكِ شريكتكِ في التصويرِ والإبداعِ، كيف بدأ هذا التعاونُ بينكما، وما الذي يجعله مميَّزاً؟ أنتي: تعاوني مع شهد، بدأ بشكلٍ عفوي. منذ صغرها، كانت تُرافقني بالمطبخِ في الولايات المتَّحدة. نتعلَّمُ، ونطبخُ معاً مع الحفاظِ على التقاليدِ السعوديَّة. عندما قرَّرنا التصويرَ لوسائلِ التواصل، كانت شهد الدافعَ الأكبر، إذ شجَّعتني قائلةً: «جدَّتي، خبرتكِ رائعةٌ، فلنشاركها». هي تساعدني في التصويرِ، واقتراحِ الأفكارِ بينما أقدِّمُ الوصفاتِ التقليديَّة. ما يجعلُ تعاوننا مميَّزاً، هو تكاملنا: خبرتي التقليديَّةُ مع طاقتها العصريَّة. علاقتنا القويَّةُ، والمملوءةُ بالحبِّ والضحك، تنعكسُ في فيديوهاتنا، ويحبُّ المتابعون الروحَ العائليَّةَ التي تُظهِرُ أن التقاليدَ، يمكن أن تتماشى مع الحياةِ الحديثة.

شهد: تربَّيتُ في منزلِ جدتي، فكانت علاقتنا وثيقةً منذ البداية. كنت أرشدها في السيارةِ قبل وجودِ تطبيقاتِ الخرائط، وهذا يعكسُ قربنا. تعاوننا ناجحٌ، لأنني أتعلَّمُ من خبرتها بينما أضيفُ لمسةً عصريَّةً للمحتوى. تحدِّي تعلُّمِ الأكلاتِ السعوديَّةِ مثل المقادير «بالعين»، كان ممتعاً على الرغمِ من صعوبته في البداية، وهذا التكاملُ بين خبرتها، وطاقتي، يجعلُ فيديوهاتنا ملهمةً وجذَّابةً.

ما رأيك بالتعرف أيضًا على صانعة المحتوى يارا بو منصف

«تعلمت من جدتي البساطة والترابط الأسري، وكيفية تطويع خبراتها لتناسب عصرنا»

شهد نجم

الفائدة تعم الجميع

ما الذي يدفعكِ يومياً لمشاركةِ…..

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر “إقرأ على الموقع الرسمي” أدناه

منذ ساعة

منذ 8 ساعات

منذ 8 ساعات

منذ 9 ساعات

منذ 11 ساعة

منذ 5 ساعات

مجلة سيدتي منذ 10 ساعات

مجلة سيدتي منذ ساعتين

مجلة ليالينا منذ ساعتين

مجلة سيدتي منذ 17 ساعة

موقع فوشيا منذ 5 ساعات

مجلة هي منذ 7 ساعات