,
كيفية إخبار الطفل بوفاة شخص يحبه دون أن ينهار… 4 خطوات
هل يمكن لطفلٍ صغير أن يفهم معنى الموت؟ وهل من الصواب أن نخبر طفلاً لم يُكمل الثامنة بعد بالحقيقة كاملة؟ أم علينا أن نحاول حمايته من الألم؟ هذه الأسئلة تتردد في أذهان كثير من الأمهات والآباء عند مواجهة لحظةٍ صعبة كهذه، فالحديث عن الفقد ليس سهلاً حتى بين الكبار، فكيف إذا كان المتلقي طفلاً لم تتكوّن بعد لديه الصورة الكاملة عن الحياة والموت؟
الموت جزء من التجربة الإنسانية، لكنه يظل موضوعاً مسكوتاً عنه في ثقافتنا العربية خصوصاً مع الأطفال، في حين تشير دراسات نفسية حديثة إلى أن الصراحة والوضوح يساعدان الأطفال على تجاوز الحزن بطريقةٍ صحية، شرط أن يُقدَّم الحديث بلغةٍ تراعي عمرهم ونضجهم العاطفي.
في هذا التحقيق، يفتح الدكتور أحمد زيدان أستاذ طب نفس الطفل الباب أمام الأمهات والآباء لعرض كيفية إخبار الطفل بوفاة شخص يحبه، في هذا الموقف الإنساني، مستنداً إلى أربع ركائز أساسية أوصت بها منظمات الطفولة وخبراء علم النفس حول العالم، بشكل لا يخلو من دفء القيم الإنسانية. الحديث عن الموت ليس إيذاءً… بل شفاء
إن الطريقة التي نُقدّم بها مفهوم الموت للطفل تشكّل أساساً لعلاقته المستقبلية مع الفقد والحنين والضعف الإنساني؛ فحين نعلّمه أن الحزن جزءٌ من الحب، وأن الفقد لا يمحو الذكرى، نمده بأدواتٍ نفسية يستخدمها طوال حياته.
في المقابل، إخفاء الحقيقة أو تجاهل الأسئلة يزرع في داخله قلقاً يصعب اكتشافه لاحقاً، لذا من الأفضل أن يسمع الطفل الحقيقة من قلبٍ يحبّه، لا من همساتٍ مبهمة أو مشاهد تلفزيونية غامضة.
ولأننا في ثقافةٍ تميل إلى الكتمان، فإن كسر هذا الصمت مسؤولية جيلٍ جديد من الأمهات والآباء الذين يؤمنون بأن الوعي العاطفي لا يقل أهمية عن التربية السلوكية أو التعليم المدرسي.
فالتربية ليست فقط تعليم الطفل القراءة والكتابة، بل أيضاً تعليمه كيف يواجه الحياة والموت بسلامٍ داخلي. كيفية نقل خبر الوفاة للطفل: أولاً: الصراحة الناعمة دون تلوين للحقيقة
يعتقد كثير من الآباء أن استخدام عبارات مثل جَدّك نام نوماً طويلاً، أو سافر إلى السماء يُخفف الصدمة عن الطفل، لكنه في الحقيقة يفتح أبواباً للارتباك والخوف؛ فالطفل يبدأ في عمر الثامنة إدراك فكرة أن ما انتهى لن يعود، لكنه يحتاج إلى كلمات واضحة، بعيدة عن الغموض.
والوضوح هنا لا يعني القسوة، بل الصدق المصحوب بالاحتواء، يمكن للأم أن تقول مثلاً: “جدّك مات”، وهذا يعني أن جسده توقف عن العمل، ولن نراه مرة أخرى، لكنه سيبقى في ذاكرتنا وقلوبنا.
بهذه البساطة يتلقى الطفل المعلومة دون تشويش، ويبدأ تدريجياً بفهم معنى الفقد كجزءٍ من دورة الحياة، وهذا الصدق لا يجرّد الموقف من العاطفة، بل يمنحه عمقاً إنسانياً.
والطفل الذي يُربّى على مواجهة الحقيقة، يتعلم أيضاً كيف يعبر عن حزنه بطريقة ناضجة، بدلاً من القلق أو الإنكار.
ثانياً: الشرح بما يناسب المرحلة العمرية
ليس جميع الأطفال يفهمون الموت بالطريقة نفسها؛ بداية المعرفة والاستيعاب تبدأ في الثامنة؛ حيث…..
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر “إقرأ على الموقع الرسمي” أدناه
المزيد من مجلة سيدتي
الأكثر تداولا في عالم حواء